في زمن أصبح فيه استخدام الأجهزة الذكية جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، يعاني الكثير من الناس من مشاكل ضعف النظر، إجهاد العين، والصداع الناتج عن التركيز الطويل على الشاشات. ومع تزايد هذه المشاكل، أصبحت نظارات طبية ضرورة وليست مجرد خيارًا، ليس فقط لتحسين النظر بل أيضًا للحفاظ على صحة العينين على المدى الطويل.
ولأن رحلة الحصول على نظارة مناسبة لا تبدأ من متجر النظارات، بل من لحظة فحص العين لدى الطبيب، سنقدّم لك في هذا المقال دليلاً شاملًا من البداية وحتى ارتداء نظارتك الطبية الأولى بثقة.
الخطوة الأولى: الكشف الطبي عند طبيب العيون
الخطوة الأساسية والأكثر أهمية في الحصول على نظارات طبية هي إجراء الفحص الطبي.
قد يذهب البعض مباشرة إلى متجر النظارات ويختار عدسات جاهزة بدون وصفة، لكن هذا خطأ كبير؛ لأن كل عين لها احتياجات مختلفة.
ما الذي يحدث أثناء الفحص؟
-
اختبار النظر
يطلب منك الطبيب قراءة أحرف بأحجام مختلفة من مسافة معينة لتحديد مدى وضوح رؤيتك. -
فحص الانكسار
يستخدم الطبيب جهازًا يسمى "الفوروبتر" لمعرفة رقم عدسة النظر الدقيقة للعينين (مثل -2.00 أو +1.25). -
فحص قاع العين
يراجع الطبيب الشبكية والعصب البصري للتأكد من عدم وجود أمراض مثل السكري أو الجلوكوما. -
قياس ضغط العين
مهم للأشخاص فوق سن الأربعين أو من لديهم تاريخ عائلي لمرض الجلوكوما.
مهم جداً :
حتى لو كان نظرك طبيعيًا وتشعر بأنك لست بحاجة إلى نظارات، من الضروري إجراء فحص دوري مرة كل عام خصوصًا إذا كنت تستخدم الهاتف أو الكمبيوتر لفترات طويلة.
الخطوة الثانية: قراءة وصفة النظارات
بعد الانتهاء من الفحص، يعطيك الطبيب ورقة بها تفاصيل مهمة.
قد تبدو الأرقام مربكة، لكنها سهلة الفهم إذا تعرفتِ على معناها:
- OD: العين اليمنى.
- OS: العين اليسرى.
- SPH: رقم قصر أو طول النظر.
- CYL: درجة الانحراف (الاستجماتيزم).
- AXIS: محور الانحراف.
- PD: المسافة بين البؤبؤين لضبط العدسات بدقة أمام العين.
هذه المعلومات هي “الدستور” الأساسي الذي سيتم الاعتماد عليه لصناعة العدسات.
الخطوة الثالثة: اختيار الإطار المناسب
اختيار الإطار لا يعتمد فقط على الشكل أو الموضة، بل له تأثير مباشر على الراحة وجودة الرؤية.
كيف تختار الشكل المناسب حسب الوجه؟
- الوجه المستدير: الإطارات المربعة أو المستطيلة تعطي توازنًا.
- الوجه البيضاوي: يناسبه معظم الأشكال.
- الوجه المربع: الإطارات الدائرية أو الناعمة تقلل حدة الزوايا.
- الوجه الطويل: الإطارات العريضة أو النظارات الكبيرة تزيد من توازن الشكل.
يمكنك معرفة وشراء كل الأشكال والإطارات من مجموعة فايف سيزون
ماذا عن خامات الإطارات؟
- المعدنية: خفيفة وأنيقة، مناسبة للمظهر الرسمي.
- البلاستيك : متين، مريح، ويوفر خيارات ألوان واسعة.
- التيتانيوم: خفيفة جدًا ومقاومة للكسر—ممتازة للاستعمال الطويل.
- الإطارات الشفافة: صيحة عصرية تمنح مظهرًا هادئًا وغير مبالغ فيه.
الخطوة الرابعة: اختيار نوع عدسات نظارات طبية
هذه المرحلة الأهم بعد الفحص لأنها تؤثر مباشرة على الراحة اليومية وجودة النظر.
1. عدسات بلاستيكية
الاختيار الأكثر شيوعًا، خفيفة ومناسبة لأغلب الوصفات.
2. عدسات عالية الانكسار
أفضل لأصحاب الدرجات القوية لأنها رفيعة وأخف وزنًا.
3. عدسات مضادة للانعكاس
تقلل وهج المصابيح والشاشات، ضرورية لمستخدمي الكمبيوتر.
4. عدسات الفوتوكرومية
تتغير تلقائيًا حسب الضوء—شفافة في الداخل وتتحول لنظارات شمسية بالخارج.
5. عدسات للقراءة أو استخدام الكمبيوتر
مصممة للتركيز المسافات القريبة والمتوسطة، ممتازة لأصحاب العمل المكتبي.
العدسات المحمية من الأشعة الزرقاء
من أهم التطورات الحديثة، لأنها تقلل إجهاد العين الناتج عن الأجهزة الرقمية والهواتف.
هذا الخيار أصبح ضروريًا خصوصًا لمَن يقضون أكثر من 6 ساعات يوميًا أمام الشاشة.
الخطوة الخامسة: التجربة والتعديل
بعد اختيار الإطار والعدسات، يتم قياس ضبط النظارة بناءً على:
- موقع العدسات أمام العين
- ارتفاع الإطار
- توزيع الوزن على الأنف والأذن
حتى لو كانت الوصفة صحيحة، نظارة غير مضبوطة قد تسبب:
- صداع
- تشوش
- دوخة
- إجهاد عيني
لذلك يُفضّل دوماً العودة لمحل النظارات لإجراء أي تعديلات بسيطة بعد أيام من الاستخدام.
الخطوة السادسة: فترة التعود
بعض الأشخاص يحتاجون 2–7 أيام للاعتياد على نظارات طبية جديدة.
خلال هذه الفترة:
- قد تشعرين بتغير بسيط في رؤية الأبعاد
- أو إجهاد خفيف عند القراءة
- هذا طبيعي، ولا يعني أن الوصفة خاطئة.
إذا استمر الانزعاج أكثر من أسبوعين: راجعي طبيب العيون مرة أخرى.
نصائح مهمة لنجاح تجربتك مع النظارات الطبية
- لا تشتري نظارة جاهزة من غير فحص.
- اعملي كشف سنوي حتى لو لم تعاني من ضعف النظر.
- اختاري عدسات تناسب أسلوب حياتك وليس السعر فقط.
- احتفظي بوصفة النظارة، ستحتاجينها مستقبلًا.
- نظفي العدسات بقطعة مخصصة وليس بالملابس.
- لا تجربي عدسات صديقتك أو أحد أفراد العائلة.
في النهاية
رحلة الحصول على نظارات طبية تبدأ دائمًا بالكشف الصحيح. اختيار الإطار الجميل مهم، لكن الأهم هو اختيار العدسات التي تناسب أسلوب حياتك واحتياجات عينيك.
نظارتك وسيلة تساعدك على الرؤية بوضوح، التركيز، والعمل براحة يومية.
اعتني بعينيك، واستثمري في اختيار نظارتك بالشكل الصحيح، لأن العينين هما نافذتك إلى العالم.
أسئلة شائعة
1. ما هي أول خطوة للحصول على نظارات طبية؟
الخطوة الأولى هي زيارة طبيب العيون لإجراء فحص شامل وتحديد درجة النظر.
2. هل يمكن شراء نظارات بدون وصفة؟
لا يُنصح بذلك، لأن كل عين لها احتياجات مختلفة وقد يسبب الأمر إجهادًا أو صداعًا.
3. ما معنى رموز وصفة النظارة مثل SPH وCYL؟
SPH تعبر عن قصر أو طول النظر، وCYL وAXIS لتحديد درجة ومحور الانحراف.
4. كيف أختار إطار نظارتي الطبية؟
وفق شكل الوجه، الراحة، متانة الخامة، والاستخدام اليومي.
5. ما أفضل نوع عدسات للاستخدام المكتبي؟
العدسات المضادة للانعكاس أو عدسات الكمبيوتر توفر رؤية أكثر راحة.
6. هل العدسات الفوتوكرومية مفيدة؟
نعم، تتغير مع الضوء وتحمي العين من الأشعة فوق البنفسجية دون الحاجة لنظارة شمسية.
7. ما الذي يسبب ألم أو دوار بعد ارتداء النظارة؟
عادة بسبب عدم ضبط الإطار أو عدم التعود الأولى على العدسات.
8. كم يستغرق التعود على نظارات جديدة؟
من يومين حتى أسبوع تقريبًا.
9. هل النظارات الطبية تحتاج صيانة؟
نعم، يجب تنظيفها بانتظام وضبط الإطار عند الحاجة.
10. كل كم سنة يجب إجراء كشف نظر؟
مرة سنويًا على الأقل، أو حسب نصيحة الطبيب.